التنكيل بجثامين شهداء جنين دليل اخر على سياسة التعالي العرقي تجاه الفلسطينيين
تُدين الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء ومعرفة مصير المفقودين، الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بإلقاء جثامين أربعة شهداء فلسطينيين على حافة الطريق بالقرب من حاجز "دوتان" غرب جنين، بعد ارتقائهم قرب قرية صير يوم أمس.
إن هذه الجريمة المؤلمة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة من الممارسات الإسرائيلية الممنهجة التي تستهدف كرامة الشهداء الفلسطينيين وعائلاتهم، حيث سبق أن أقدم الاحتلال في مرات عديدة على نبش القبور، وإلقاء جثامين الشهداء بالقرب من الحواجز العسكرية، والتنكيل بالجرحى والقائهم عن الأسطح العالية، كما حصل في قباطية في شهر تشرين الثاني هذا العام، في محاولة متعمدة لإهانتهم حتى بعد استشهادهم.
هذه السياسة الوحشية تمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق والقوانين الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف التي تحظر التمثيل بالجثامين وتُلزم باحترام كرامة الموتى. كما أنها تُعد شكلاً من أشكال العقاب الجماعي الذي يُفاقم من معاناة العائلات الفلسطينية، ويهدف إلى ترهيب الشعب الفلسطيني بأسره.
نُطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بتحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية والضغط على دولة الاحتلال لإنهاء هذه السياسات العنصرية والإفراج الفوري عن جثامين الشهداء المحتجزة في الثلاجات ومقابر الأرقام.
يُذكر أن الاحتلال صعّد من جريمة احتجاز جثامين الشهداء منذ بدء حرب الإبادة على شعبنا، حيث يحتجز جثامين 631 شهيدًا في مقابر الأرقام والثلاجات، منهم 222 شهيدًا منذ أكتوبر 2023، بالإضافة إلى عدد غير معلوم من الشهداء المحتجزين في قطاع غزة.
سيظل شعبنا الفلسطيني متمسكًا بحقه في استعادة جثامين أبنائه، ودفنهم بكرامة في أرض الوطن التي ضحوا من أجلها. وسنواصل في الحملة الوطنية نضالنا المستمر حتى نحقق هذا الهدف.